في محاولة للتغلب على الروتين الدراسي، طوّر ديفادات بر، طالب هندسة يبلغ من العمر 22 عامًا من ولاية كيرلا في الهند، آلة ذكية تحاكي خط اليد البشري بدقة مدهشة. بدأ هذا المشروع كوسيلة لتوفير الوقت في كتابة مهامه الجامعية المتكررة، لكنه تطوّر لاحقًا ليصبح روبوتًا متكاملًا للكتابة اليدوية، مدعومًا بالذكاء الاصطناعي ويعمل بكفاءة تشبه الإنسان.
تبدأ العملية بتسجيل خط يد المستخدم عبر قلم رقمي متصل بجهاز لوحي يعمل بنظام أندرويد، حيث تُجمع التفاصيل الدقيقة لأسلوب الكتابة. ومن خلال استخدام لغة البرمجة Python وأدوات الذكاء الاصطناعي، يتعلّم النظام الخصائص الفريدة لكل شخص، مثل انحناءات الحروف، وتباعد الكلمات، وسرعة حركة اليد. بعد هذه المرحلة، تتولى ذراع روبوتية تنفيذ الكتابة باستخدام خوارزمية خاصة صُممت لمحاكاة الخط الطبيعي بما في ذلك الخط المتصل . وكانت النتيجة مذهلة: صفحات مكتوبة تبدو كما لو كُتبت فعليًا باليد. ومع ذلك، لاحظ أحد أساتذة ديفادات أن الكتابة كانت "مثالية بشكل مريب"، ما دفعه إلى كتابة شيفرة برمجية من 120 سطرًا تُدخل بعض العشوائية الطبيعية على شكل الحروف، لتجعل المخرجات أكثر واقعية وتشبه الخط اليدوي البشري بشكل أقرب للحقيقة.
تطوّر هذا الابتكار تدريجيًا ليصبح أكثر تكاملًا، إذ أضاف إليه ديفادات آلية لتقليب صفحات A4 تلقائيًا، مما يسمح للجهاز بمتابعة الكتابة دون تدخل يدوي. كما أصبح النظام قادرًا على الاتصال بمنصات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT لتوليد النصوص تلقائيًا، والتي تُكتب لاحقًا بخط المستخدم الحقيقي. هذا الدمج بين إنتاج المحتوى والكتابة اليدوية يبرز براعة المشروع في الجمع بين تقنيات الروبوتات، وهندسة البرمجيات، والأتمتة الدقيقة. لكن في المقابل، يفتح المجال لنقاشات أعمق حول دور الذكاء الاصطناعي في المهام البشرية، خاصة عندما يمتد ليحاكي المهارات الفردية مثل خط اليد — فهل يُعد ذلك تقدمًا تقنيًا أم خطوة تتطلب وقفة أخلاقية؟
يرجى الاشتراك للحصول على وصول غير محدود إلى ابتكاراتنا.