تنظيم أمان الذكاء الاصطناعي البريطاني

يقود AI Safety Institute جهود المملكة المتحدة لتنظيم الذكاء الاصطناعي من خلال تقييم المخاطر المرتبطة بالنماذج المتقدمة وضمان تطوير آمن للأنظمة الجديدة.

مصدر الصورة:

AI Security Institute

وسط تصاعد القلق العالمي من تطور الذكاء الاصطناعي دون رقابة كافية، أنشأت المملكة المتحدة معهد 

AI Safety Institute، وهو جهة حكومية مخصصة لتقييم وإدارة المخاطر المحتملة للأنظمة المتقدمة في هذا المجال. يلعب المعهد دورًا محوريًا في تنظيم الذكاء الاصطناعي في المملكة، من خلال وضع معايير واضحة لتقييم المخاطر وضمان توافق التطوير التقني مع مبادئ السلامة العامة والقيم الديمقراطية.

مبادرة وطنية استراتيجية

أُطلق AI Safety Institute في عام 2023 كجزء من استراتيجية المملكة المتحدة للعلوم والتكنولوجيا. بدأ المعهد كفرقة عمل تُعرف باسم Frontier AI Taskforce، ثم تحوّل إلى مديرية دائمة في أوائل عام 2025 تحت إشراف وزارة العلوم والابتكار والتكنولوجيا.

يمتاز المعهد بطابع عمل سريع يشبه الشركات الناشئة، وبخبرات تقنية عالية، حيث يستقطب متخصصين من جهات رائدة مثل OpenAI وDeepMind، ويتعاون مع مؤسسات أمان دولية، ويستخدم موارد حوسبة وطنية 

مثل Isambard-AI لإجراء تقييمات دقيقة للنماذج المتقدمة.

مهام المعهد

يركز المعهد على تقييم شامل للمخاطر المتعلقة بنماذج الذكاء الاصطناعي المتطورة، من خلال:

  • اختبار الأنظمة قبل الإطلاق وبعده لرصد قدرات قد تُستخدم في التهديدات السيبرانية أو نشر المعلومات المضللة أو المخاطر البيولوجية.

  • تطوير أطر تقنية يمكن اعتمادها كمرجع عالمي في معايير السلامة.

  • تقديم أدلة موثوقة تدعم صانعي القرار في رسم سياسات فعالة.

  • التعاون مع شركاء دوليين من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وغيرهم لتوحيد ممارسات الأمان.

يسهم هذا النهج في تعزيز مكانة المملكة المتحدة في مجال حوكمة الذكاء الاصطناعي عالميًا.

أهمية هذه الخطوة

تطوّر الذكاء الاصطناعي في عدد من الدول بسرعة تفوق قدرة التشريعات الحالية على مواكبته. من خلال تأسيس هذا المعهد بشكل استباقي، تضمن المملكة المتحدة أن تكون السلامة جزءًا أساسيًا من مسار تطوير التقنية، وليس عنصرًا ثانويًا. تلبي هذه الخطوة حاجة واضحة إلى:

  • رقابة مستقلة على النماذج القوية.

  • دعم السياسات العامة بأسس علمية واضحة.

  • تعزيز الشفافية والمساءلة على مستوى الدولة.

كما يسهم المعهد في سد الفجوة بين الأوساط الأكاديمية والصناعية والحكومية، ويقدم نموذجًا متقدمًا لإدارة هذا المجال في الدول الديمقراطية.

التحديات المتوقعة

رغم ما يمتلكه المعهد من قدرات تقنية وتنظيمية، إلا أن هناك بعض التحديات القائمة، مثل:

  • غياب صلاحيات تنفيذية مباشرة، إذ يكتفي المعهد بتقديم التوصيات دون أن يملك سلطة تنظيمية ملزمة.

  • الحاجة إلى تطوير مستمر لمواكبة السرعة الكبيرة في تطور النماذج.

  • التعاون مع مختبرات خاصة قد يطرح تساؤلات تتعلق بالاستقلالية.

ومع ذلك، فإن الشفافية التي يتّبعها المعهد، إلى جانب التزامه العلمي وتعاونه الدولي، تدعم مصداقيته وتعزز أثره.

مع تزايد قدرات نماذج الذكاء الاصطناعي وتعقيدها، يصبح وجود AI Safety Institute أمرًا ضروريًا في 
حماية المصلحة العامة. من خلال دوره في التقييم والتوجيه، يسهم المعهد في ضمان تطوير آمن ومسؤول،
ويوفّر نموذجًا يُحتذى به في تنظيم الذكاء الاصطناعي على المستوى الدولي.
Lock

لقد تجاوزت حدودك المجانية لمشاهدة المحتوى المميز لدينا

يرجى الاشتراك للحصول على وصول غير محدود إلى ابتكاراتنا.