رقائق بتصميم حراري... نقلة نوعية في طريقة معالجة البيانات

ماذا لو كانت القفزة التالية في تطوير الرقائق الإلكترونية ليست في سرعتها، بل في تصميمها الذكي المستند إلى قوانين الفيزياء؟

مصدر الصورة:

Extropic

من البوابات المنطقية إلى الأنظمة الحية


تعمل شركة Extropic على تطوير نوع جديد من الرقائق لا يكتفي بالمعالجة بل يتصرف كأنه نظام يتطور. بدلاً من النماذج الحاسوبية الصارمة المعتادة، تعتمد Extropic على مبادئ الديناميكا الحرارية. وهذا يعني أن رقائقها صُممت لتغيير حالتها، والتفاعل مع البيانات بمرونة، وتقليد الطريقة التي تتجاوب بها الأنظمة الواقعية مع التغيّرات. الهدف ليس إنجاز المهام بسرعة أكبر، بل إنجازها بطريقة مختلفة، من خلال أنظمة تضبط سلوكها كما تفعل الكائنات الحية.


في جوهر الأمر، هذا يعيد تعريف ماهية الرقائق. فبدلاً من بناء نسخ أسرع من المعالجات التقليدية، تبني Extropic أجهزة تتعامل مع اللايقين، وتستفيد من العشوائية، وتتكيف في الزمن الحقيقي. رقائقها لا تتبع مساراً واحداً، بل تتخذ قرارات بناءً على تغيرات الطاقة. إنها أجهزة لا تتلقى التعليمات فقط، بل تشارك في صناعة القرارات. هذا التحول قد يكون له أثر كبير في كيفية فهم الآلات للعالم وطريقة تفاعلها معه.

العشوائية ليست خللاً، بل أساس العمل


تُقدّم رقائق Extropic نظرة جديدة بالكامل في مجال تسريع العمليات. معظم الأجهزة الحالية مصممة لمدخلات معروفة ونماذج مكررة ونتائج متوقعة. لكن اتخاذ القرارات في الواقع يتطلب التعامل مع السياق والتغيّر المستمر. تستفيد بنية Extropic من مفهوم العشوائية، فتسمح للرقيقة باستكشاف مسارات متعددة في الوقت ذاته والتكيّف حسب الحاجة.


هذه المقاربة ليست أكثر كفاءة فقط، بل أقرب لما نعيشه كبشر. في البيئات غير المستقرة، يمكن أن تصبح النماذج التقليدية غير فعالة. لكن تصميم Extropic يمكّن الجهاز من تعديل سلوكه مباشرة، مما يمنحه مرونة في ظروف معقدة. لا تقوم الرقاقة بالمعالجة فقط، بل تفسر أيضاً. وبهذا، تصبح جزءًا فاعلاً في عملية التعلّم والتفاعل، وليست مجرد أداة تنفيذ.

مزايا ملموسة لتقنية أكثر ذكاءً

ما الذي يجعل رقائق Extropic مختلفة فعلاً؟ هذه بعض الخصائص:

  • تعتمد على الحالة الفيزيائية للطاقة بدلاً من الحسابات المنطقية التقليدية.

  • يمكن أن تتكيّف أثناء التشغيل، وليس فقط قبل بدء المهمة.

  • تبقى فعّالة عند مواجهة تغيّرات أو اضطرابات غير متوقعة.

  • تستهلك طاقة أقل، مما يزيد من كفاءتها في الاستخدام طويل المدى.

  • تغير سلوكها بمرور الوقت، مما يجعلها تنمو مع البرمجيات التي تدعمها.

إعادة تخيّل التصميم باستخدام قوانين الطبيعة


تقدّم Extropic نموذجًا بديلًا للتعامل مع الطلب المتزايد على الحوسبة الحديثة. من خلال التخلي عن البنى الصلبة والتوجه نحو حسابات تعتمد على الطاقة، تفتح المجال لتقنيات قادرة على اتخاذ قرارات مرنة واستهلاك موارد أقل. الهدف على المدى الطويل هو بناء أنظمة لا تنفذ الأوامر فقط، بل تطوّر سلوكها وفقاً للبيئة المحيطة. هذا التوجه قد يحل محل البنى التقليدية التي لم تعد تواكب المتطلبات الحالية.
Lock

لقد تجاوزت حدودك المجانية لمشاهدة المحتوى المميز لدينا

يرجى الاشتراك للحصول على وصول غير محدود إلى ابتكاراتنا.