بدلة طيران تحقق حلم التحليق البشري

باستخدام الدفع الهوائي المُتحكم به، تتيح بدلة Gravity للمستخدم الإقلاع، والتحليق في مكانه، والطيران اعتمادًا على حركة جسده فقط.

مصدر الصورة:

gravity.co

طيران يُرتدى، لا يُركب


لطالما حلم الإنسان بالتحليق مثل الطيور—دون طائرة، دون أجنحة، فقط بجسده وإرادته. هذا الحلم أصبح أقرب إلى الواقع من أي وقت مضى. فقد طوّرت شركة  Gravity Industries بدلة طيران تعمل بالدفع الهوائي، تتيح لمن يرتديها الإقلاع من الأرض، التحليق في الهواء، والمناورة باستخدام الذراعين للتحكم.


بدلاً من استخدام مراوح أو أجنحة، تعتمد البدلة على توربينات نفاثة صغيرة تُثبَّت على الذراعين والظهر. وتنتج هذه التوربينات قوة كافية لرفع الجسم والتحكم بالحركة لفترات قصيرة. إنها جهاز يُرتدى مثل الحقيبة، لكنه يطلقك في السماء.

مكوّنات البدلة وآلية عملها


تتكوّن البدلة من عناصر تقنية دقيقة، تم تصميمها لتوزيع الدفع، وتأمين توازن الطيار أثناء التحليق. تشمل مكوناتها:

  • خمس توربينات غازية صغيرة، تنتج أكثر من 1000 حصان
  • هيكل قابل للارتداء مع حزام توزيع الدفع
  • نظام دفع يعمل بوقود الطائرات أو الديزل
  • معدات حماية، منها ملابس مقاومة للهب وخوذة أمان
  • شاشة عرض أمامية (HUD) تعرض بيانات السرعة والارتفاع والوقود

يعتمد التحكم بالاتجاه على حركة الذراعين. إذ يقوم الطيار بتوجيه جسمه، وتستجيب التوربينات لتغيّر مركز الثقل واتجاه الدفع، مما يجعل الطيران تجربة تعتمد على التوازن والمهارة البدنية، لا الأزرار والمقود.

تطبيقات قيد التجربة


رغم أن البدلة ليست مخصصة للنقل اليومي، فإن استخدامها يُختبر في مجالات متخصصة. فرق إنقاذ استخدمتها في محاكاة لعمليات الوصول إلى مناطق جبلية وعرة، كما استعرضت وحدات عسكرية إمكانياتها في التنقّل السريع ضمن تضاريس يصعب على المركبات التقليدية تجاوزها.


خارج السياقات العملية، أصبحت البدلة أداة تعليمية مميزة في مجالات العلوم والهندسة، حيث تُستخدم لشرح مبادئ الدفع الهوائي، الاتزان، وتصميم الأنظمة المحمولة.

سلسلة سباقات Jet Suit لعام 2024


في عام 2024، أطلقت Gravity Industries أول سلسلة سباقات جوية باستخدام بدلات الطيرانJet Suit Race Series. وتتنافس في هذه السلسلة فرق طيارين محترفين في مسارات جوية تُقام فوق المسطحات المائية مثل البحيرات والموانئ، حيث الرؤية واضحة وإجراءات السلامة مضمونة.

تتميّز السباقات بما يلي:

  • يتنقّل الطيّارون عبر مسارات محددة بعوامات أو إشارات افتراضية
  • قد تتجاوز السرعة 130 كم/س، لكن التحكم والدقة هما مفتاح الفوز
  • تقام الفعاليات أمام جمهور مباشر أو تُبث على الإنترنت
  • تُشبه رياضة سباقات السيارات، لكنها تُدار بجسد الطيّار ومحركاته المحمولة

هذا النوع الجديد من المنافسات يجمع بين الابتكار التقني والقدرات الجسدية، ويحوّل الطيران الفردي إلى عرض جوي تفاعلي.

الأداء والقيود التقنية


رغم جاذبيتها البصرية، فإن لبدلة الطيران حدودًا واضحة من حيث التشغيل:

  • زمن الطيران: يتراوح بين 5 إلى 7 دقائق لكل تعبئة وقود
  • نوع الوقود: Jet A1 أو ديزل عادي
  • السرعة القصوى: أكثر من 130 كم/س في بعض التجارب
  • الارتفاع: وصلت الرحلات إلى أكثر من 3000 متر، لكن غالبًا ما يتم التحليق على ارتفاع منخفض (أقل من 15 مترًا) لضمان الأمان
  • وزن النظام: حوالي 30 كغ بدون وقود

لذلك، يخضع الطيارون الجدد لتدريبات مقيدة باستخدام الحبال، قبل أن يتمكنوا من التحليق الحر. ولا تزال شركة Gravity تتولى اعتماد وتأهيل الطيارين ضمن برامج مغلقة.

الظهور الإعلامي والاستخدام العام


منذ أول عرض عام في 2017، قُدمت بدلة الطيران في أكثر من 100 فعالية دولية، وظهرت في قنوات عالمية مثل BBC، CNN، CNBC، Wired، Sky News. وقد أصبحت رمزًا يجمع بين التكنولوجيا، والخيال العلمي، والقدرة البشرية.

حتى الآن، لا تُباع البدلة للجمهور العام، ولا تُستخدم كوسيلة نقل شخصية. تُدار رحلاتها تحت إشراف وتدريب خاص، وتخضع لقواعد صارمة في ما يتعلق بالسلامة والتنظيم.

Lock

لقد تجاوزت حدودك المجانية لمشاهدة المحتوى المميز لدينا

يرجى الاشتراك للحصول على وصول غير محدود إلى ابتكاراتنا.