في منطقة تيس فالي الصناعية شمال شرق بريطانيا، يبرهن مركز الهيدروجين أن الشاحنات والحافلات الثقيلة تستطيع العمل بلا ديزل عبر الهيدروجين الأخضر لتقليل الانبعاثات.
مصدر الصورة:
H2 View
قد يبدو غريبًا أن ترى شاحنة نقل ثقيلة أو حافلة بطابقين تعمل بلا قطرة
وقود ديزل واحدة. لكن هذا ما يحدث فعليًا في تيس فالي، المنطقة الصناعية المعروفة
شمال شرق بريطانيا، حيث ينقل مركز النقل الهيدروجيني الفكرة من أوراق الدراسات إلى
واقع يتحرك على الطرقات.
بدعم حكومي يزيد على 15 مليون جنيه إسترليني، أصبح هذا أول مركز نقل
هيدروجيني متعدد الوسائط في المملكة المتحدة — بمثابة مختبر حيّ يختبر إمكانية
تشغيل المركبات الثقيلة دون انبعاثات حقيقية. لطالما اعتُبر النقل الثقيل من أصعب القطاعات التي يمكن
خفض انبعاثاتها. فالشاحنات تحتاج إلى مدى طويل، وحمولة كبيرة، وسرعة في إعادة
التزود بالوقود — وهي متطلبات تصعب على البطاريات وحدها تلبيتها. هنا يأتي دور الوقود
الهيدروجيني كحل عملي وواقعي. في تيس فالي، أصبحت الحافلات والشاحنات الثقيلة
نموذجًا حيًا لأساطيل تستخدم الهيدروجين الأخضر بدل الديزل.
بينما تناسب البطاريات السيارات الصغيرة داخل المدن، تظل محدودة أمام
متطلبات النقل لمسافات طويلة. هنا يبرز دور الوقود الهيدروجيني: فبدلاً من الاعتماد على
بطاريات كبيرة تُشحن لساعات، تولّد خلايا الوقود الكهرباء داخل المركبة ويكون
العادم الوحيد بخار ماء.
الميزة الأهم هي أن هذه الخطط لا تبقى حبرًا على ورق. في تيس فالي، تسير
حافلات الهيدروجين ذات الطابقين لنقل الركاب كل يوم. كما بدأت شركات نقل البضائع
تستخدم شاحنات تعمل بالهيدروجين، مع محطات تزوّد جديدة تناسب الطرق الرئيسية.
كل كيلومتر تقطعه هذه المركبات يزوّد الخبراء ببيانات حقيقية عن التكاليف والاستهلاك ومدى كفاءة تشغيل المركبات الهيدروجينية في الظروف البريطانية. هذه المعلومات ضرورية لتوسيع نطاق النقل الأخضر في باقي المدن.
يرجى الاشتراك للحصول على وصول غير محدود إلى ابتكاراتنا.