هل سيكون الهيدروجين مستقبل الشاحنات الثقيلة في بريطانيا؟

في منطقة تيس فالي الصناعية شمال شرق بريطانيا، يبرهن مركز الهيدروجين أن الشاحنات والحافلات الثقيلة تستطيع العمل بلا ديزل عبر الهيدروجين الأخضر لتقليل الانبعاثات.

مصدر الصورة:

H2 View

مشهد جديد على الطرق البريطانية


قد يبدو غريبًا أن ترى شاحنة نقل ثقيلة أو حافلة بطابقين تعمل بلا قطرة وقود ديزل واحدة. لكن هذا ما يحدث فعليًا في تيس فالي، المنطقة الصناعية المعروفة شمال شرق بريطانيا، حيث ينقل مركز النقل الهيدروجيني الفكرة من أوراق الدراسات إلى واقع يتحرك على الطرقات.


بدعم حكومي يزيد على 15 مليون جنيه إسترليني، أصبح هذا أول مركز نقل هيدروجيني متعدد الوسائط في المملكة المتحدة — بمثابة مختبر حيّ يختبر إمكانية تشغيل المركبات الثقيلة دون انبعاثات حقيقية. لطالما اعتُبر النقل الثقيل من أصعب القطاعات التي يمكن خفض انبعاثاتها. فالشاحنات تحتاج إلى مدى طويل، وحمولة كبيرة، وسرعة في إعادة التزود بالوقود — وهي متطلبات تصعب على البطاريات وحدها تلبيتها. هنا يأتي دور الوقود الهيدروجيني كحل عملي وواقعي. في تيس فالي، أصبحت الحافلات والشاحنات الثقيلة نموذجًا حيًا لأساطيل تستخدم الهيدروجين الأخضر بدل الديزل.

كيف تعمل هذه المنظومة؟

  • إنتاج نظيف: يُنتج الهيدروجين في تيس فالي عبر تحليل الماء باستخدام طاقة متجددة مثل الرياح، دون انبعاثات كربونية.

  • محطات تزوّد حديثة: محطات مخصصة لتعبئة الحافلات والشاحنات بالهيدروجين بكفاءة وسرعة.

  • تشغيل على أرض الواقع: المركبات تعمل يوميًا في شوارع مدن مثل ميدلسبره وستوكتون، وسط ظروف قيادة حقيقية.

  • رصد وتحليل: يتم جمع بيانات الأداء والتكلفة والسلامة لدعم تطوير خطط النقل باستخدام المركبات الهيدروجينية.

 

لماذا يناسب الهيدروجين المركبات الثقيلة؟


بينما تناسب البطاريات السيارات الصغيرة داخل المدن، تظل محدودة أمام متطلبات النقل لمسافات طويلة. هنا يبرز دور الوقود الهيدروجيني: فبدلاً من الاعتماد على بطاريات كبيرة تُشحن لساعات، تولّد خلايا الوقود الكهرباء داخل المركبة ويكون العادم الوحيد بخار ماء.


أبرز المزايا:


  • تعبئة أسرع: يشبه التزود بالديزل ولا يحتاج لساعات شحن طويلة.

  • مدى أطول: يناسب النقل الإقليمي والوطني لمسافات طويلة.

  • انبعاثات شبه معدومة: عندما يُنتَج الهيدروجين من مصادر متجددة.

  • قابلية التوسع: يمكن استخدامه مستقبلًا في القطارات والسفن أيضًا.

مثال عملي من تيس فالي


الميزة الأهم هي أن هذه الخطط لا تبقى حبرًا على ورق. في تيس فالي، تسير حافلات الهيدروجين ذات الطابقين لنقل الركاب كل يوم. كما بدأت شركات نقل البضائع تستخدم شاحنات تعمل بالهيدروجين، مع محطات تزوّد جديدة تناسب الطرق الرئيسية.

كل كيلومتر تقطعه هذه المركبات يزوّد الخبراء ببيانات حقيقية عن التكاليف والاستهلاك ومدى كفاءة تشغيل المركبات الهيدروجينية في الظروف البريطانية. هذه المعلومات ضرورية لتوسيع نطاق النقل الأخضر في باقي المدن.

أسئلة يطرحها كثيرون

  • هل الوقود الهيدروجيني آمن؟

نعم، تخضع الخزانات وخلايا الوقود لاختبارات صارمة لتحمّل الصدمات، مع معايير أمان مطبّقة عالميًا. وهناك مدن كثيرة تستخدم حافلات هيدروجينية منذ سنوات بأمان.

  • هل الهيدروجين الأخضر عديم الانبعاثات فعلًا؟

نعم، إذا أُنتِج بالكهرباء المتجددة من الرياح أو الشمس، تصبح العملية بأكملها خالية من الكربون.

  • ما الخطوة التالية؟

تسعى تيس فالي لاختبار القطارات والسفن الهيدروجينية، اعتمادًا على التجربة الناجحة مع الحافلات والشاحنات.

Lock

لقد تجاوزت حدودك المجانية لمشاهدة المحتوى المميز لدينا

يرجى الاشتراك للحصول على وصول غير محدود إلى ابتكاراتنا.