هل يمكن لدولة أن تسبق العالم في تعليم مهارات الذكاء الاصطناعي؟

مع تسارع تأثير الذكاء الاصطناعي على مختلف الصناعات وتغيير المهارات المطلوبة في سوق العمل، تسعى إستونيا إلى ضمان جاهزية الجيل القادم للتعامل مع هذه التحولات. الدولة، المعروفة بريادتها في الحوكمة الرقمية واعتمادها المبكر على التكنولوجيا في التعليم، بدأت تنفيذ مشروع AI Leap 2025، وهو مبادرة وطنية تهدف إلى إدخال أدوات الذكاء الاصطناعي ومهاراته إلى المدارس. يركّز البرنامج على تمكين الطلاب والمعلمين من الموارد والتدريب اللازمين للتفاعل الفعّال مع عالم يُعاد تشكيله بواسطة التقنيات الذكية.

ما هو AI Leap 2025؟

AI Leap 2025 (TI-Hüpe 2025) هو برنامج وطني أطلقته إستونيا لدمج أدوات الذكاء الاصطناعي ومفاهيمه التعليمية في البيئة المدرسية. اعتباراً من سبتمبر 2025، سيتيح البرنامج لنحو 20,000 طالب في المرحلة الثانوية و3,000 معلم استخدام تطبيقات تعليمية قائمة على الذكاء الاصطناعي. ويأتي ذلك ضمن شراكة بين الحكومة الإستونية وشركات تقنية خاصة، منها OpenAI وAnthropic.

كيفية التنفيذ

• المرحلة الأولى (2025): التطبيق في الصفين العاشر والحادي عشر، مع استهداف 20,000 طالب و3,000 معلم.

• المرحلة الثانية (2026): التوسّع ليشمل المدارس المهنية وطلاب الصف العاشر الجدد، ليصل عدد المستفيدين إلى 38,000 طالب و2,000 معلم إضافي.

ويتضمن البرنامج تدريباً منهجياً للمعلمين لضمان قدرتهم على استخدام الأدوات الجديدة ضمن أساليب التدريس. كما ستُشرف مؤسسة AI Leap Foundation على إدارة المشروع وتعزيز التعاون المستمر بين الجهات الحكومية والشركاء من القطاع الخاص.

أهمية المبادرة

يعتمد هذا المشروع على إرث طويل من الاستثمار في البنية التحتية الرقمية، ويعيد إلى الأذهان نجاح برنامج Tiger Leap الذي أُطلق في تسعينيات القرن الماضي لإدخال الحوسبة إلى المدارس. ومع التأثير المتوقع للذكاء الاصطناعي على مجالات مثل الرعاية الصحية والهندسة والتعليم، فإن إدماجه المبكر في التعليم لا يُعد ترفاً تقنياً، بل ضرورة وطنية. وتوفّر التجربة الإستونية نموذجاً يمكن الاستفادة منه في دول أخرى تبحث عن سُبل لإعداد الأجيال الجديدة لمستقبل يتسم بسيطرة الذكاء الاصطناعي.