الروبوت البشري يتقن مهارات الحياة اليومية

من أرضيات المصانع إلى المطابخ المنزلية، روبوت جديد مدعوم بالذكاء الاصطناعي يتعلم كيف يعمل في نفس المساحات التي نصممها ونعيش فيها نحن البشر.

مصدر الصورة:

Figure

اللقاء الأول

 

في مصنع بي إم دبليو بمدينة سبارتانبورغ في ولاية كارولاينا الجنوبية، يتحرك روبوت طويل القامة بخطوات واثقة بين خطوط الإنتاج. يتوقف برهة ليلتقط حاوية، يغير مساره لتفادي أحد العمال، ثم يكمل طريقه دون أي ارتباك. هذا ليس عاملاً بشرياً، بل Figure 02، ابتكار من شركة  Figure AI في كاليفورنيا، التي تطوّر روبوتات بشرية متعددة الأغراض قادرة على أداء مهام متنوعة في بيئات مصممة أساساً للبشر.

لماذا اتخذ شكل الإنسان؟

 

تصميم البيئات من حولنا يعكس مقاييسنا نحن: ارتفاع مقابض الأبواب، درجة السلالم، موقع الرفوف، وحتى شكل الأدوات، كلها تناسب يد الإنسان وخطوته ومدى حركته. معظم الروبوتات الصناعية الحالية متخصصة في مهمة واحدة، وتفشل في التكيف مع أي تغيير في العمل أو المكان دون إعادة تصميم مكلفة.
أما Figure 02 فيمتلك جسماً يحاكي الإنسان، بذراعين وساقين وأيدٍ قادرة على الإمساك بدقة، ما يسمح له باستخدام الأدوات المعتادة، وفتح الأبواب، والصعود على الدرج، والتحرك فوق أسطح غير مستوية. هذا الشكل ليس مجرد تقليد، بل وسيلة عملية للعمل في بيئاتنا الحالية دون تعديلها.

الذكاء الذي يوجهه

 

داخل Figure 02 يعمل نظام Helix، وهو نموذج يجمع بين الرؤية واللغة والحركة. هذا النظام يمنحه القدرة على فهم التعليمات الصوتية، تحليل البيئة من حوله، وتخطيط خطواته لتنفيذ المطلوب. فإذا طُلب منه نقل صندوق، يمكنه تحديده بصرياً، اختيار المسار الأكثر أماناً، تعديل حركته إذا واجه عائقاً، ثم وضعه بدقة في المكان المحدد. هذه القدرة على التكيف اللحظي تمنحه مرونة لا تملكها الآلات المبرمجة على مهمة واحدة.

التعلم من أرض الواقع

 

تجربة بي إم دبليو ليست مجرد عرض تقني، بل بيئة تدريب حقيقية. في المصنع، تعلم الروبوت نقل المواد بين المحطات، تزويد خطوط الإنتاج بالمكونات، والعمل وسط زملاء بشريين دون تعطيل سير العمل. هذه المهارات الأساسية التي يكتسبها في بيئة صناعية يمكن أن تنتقل لاحقاً إلى بيئات أخرى، مثل تفريغ المشتريات في المطبخ أو ترتيب الأطباق في الخزائن.

أسئلة شائعة

 

هل يستطيع تعلم مهام جديدة؟ نعم، يمكن لـ Helix تزويد الروبوت بمهارات جديدة من خلال المحاكاة أو العرض أو التعليمات الصوتية دون إعادة برمجته من الصفر.
ما مدى أمانه؟ مزود بأنظمة تخطيط للحركة، وحدود لقوة الدفع، ومراقبة مستمرة تمنع أي احتكاك غير مقصود.
هل سيحل محل البشر في العمل؟ الهدف الحالي هو ملء الوظائف التي يصعب شغلها أو التي تمثل خطراً على البشر، لا إزاحتهم من مواقعهم.

لماذا هذا مهم الآن؟

 

هناك ثلاثة دوافع رئيسية وراء تطوير الروبوتات البشرية:

·       النقص في العمالة في مجالات مثل الخدمات اللوجستية والتصنيع والتجزئة.

·       تحسين السلامة المهنية من خلال إبعاد البشر عن الأعمال الشاقة أو المتكررة.

·       المرونة في العمل في بيئات متعددة دون الحاجة إلى تعديل البنية التحتية.

من النموذج الأولي إلى خط الإنتاج

 

الانتقال من بناء نموذج أولي إلى إنتاج وحدات متعددة يتطلب بنية قوية. لهذا أنشأت Figure AI منشأتها الخاصة BotQ، حيث يتم تجميع الروبوتات واختبارها وتحديثها. هذا الدمج بين التطوير والإنتاج يسمح بإدخال التحسينات بسرعة، ما يختصر المسافة بين التجربة في الميدان وتطوير النسخة التالية.

نظرة إلى المستقبل

 

لا يزال Figure 02 في مرحلة التطوير، لكن كل تجربة ميدانية توسع من قدراته. خطط الشركة تتضمن إدخاله إلى المنازل للقيام بأعمال مثل غسل الملابس، وتنظيف الأطباق، والقيام بالمهام اليومية البسيطة. وإذا تحقق هذا، فقد يسير على خطى الابتكارات التي غيرت شكل حياتنا، مثل الغسالة أو المصعد، لينتقل من كونه إنجازاً تقنياً إلى جزء طبيعي من حياتنا اليومية. الهدف ليس إحلال الآلة محل الإنسان، بل تحرير وقتنا وجهدنا لما يتطلب الإبداع والتفكير والتواصل البشري
Lock

لقد تجاوزت حدودك المجانية لمشاهدة المحتوى المميز لدينا

يرجى الاشتراك للحصول على وصول غير محدود إلى ابتكاراتنا.