تعرف على كيفية استخدام التكنولوجيا لدعم جهود التأهيل ومساعدة السجناء على إعادة بناء مهاراتهم الأساسية استعدادًا للحياة بعد السجن.
مصدر الصورة:
aufenbach
لسنوات طويلة، أدّى الحبس الانفرادي إلى
حرمان الأفراد من التواصل الإنساني، والتعبير العاطفي، وفقدان الأمل. وقد أظهرت
الدراسات أن العزلة الطويلة تؤدي إلى الاكتئاب والقلق وتراجع القدرات الإدراكية،
مما يترك آثارًا عميقة قد تمتد خارج أسوار السجون لسنوات طويلة. ومع تصاعد هذه
الأزمة الصامتة، برز اتجاه جديد داخل سجون كاليفورنيا يعتمد على تقنيات الواقع
الافتراضي، ليس بغرض الترفيه، بل كأداة فعّالة لدعم التأهيل العاطفي ومساعدة
النزلاء على استعادة جزء من حياتهم الإنسانية.
قامت سابرا ويليامز، من خلال منظمتها غير
الربحية
Creative Acts ، بتطوير
برنامج للواقع الافتراضي بهدف معالجة الفراغ العاطفي العميق الذي يتركه الحبس
الانفرادي. ويعتمد البرنامج على تجربة منظمة تمتد لسبعة أيام، يشارك فيها النزلاء
عبر مشاهد افتراضية تحاكي جوانب مختلفة من الحياة اليومية. خلال هذه التجربة،
ينتقل السجناء إلى أماكن بعيدة، ويتجولون في المدن، ويشاركون في تجمعات عائلية،
إلى جانب ممارسة أنشطة مثل تمارين التنفس، والرسم، وكتابة الشعر. وتم تصميم كل
جلسة بعناية لضمان تحفيز المسارات الإدراكية، وإعادة تنشيط مشاعر التعاطف، وتعزيز
القوة العاطفية، بما يدعم قدرتهم على إعادة الاندماج الاجتماعي بعد العزلة الطويلة.
يُنفذ البرنامج حالياً في عدد من المؤسسات
الإصلاحية في مختلف أنحاء كاليفورنيا. ويعتمد على دمج جلسات الواقع الافتراضي مع
أنشطة تأملية تهدف إلى مساعدة النزلاء على ترسيخ المهارات العاطفية المكتسبة خلال
التجربة وتطبيقها عملياً. وتشير التقارير إلى انخفاض بنسبة 96% في المخالفات
التأديبية بين المشاركين، كما أغلقت بعض المؤسسات وحدات الحبس الانفرادي نتيجة
للتحسن الملحوظ في سلوك النزلاء. بالإضافة إلى التغيرات السلوكية، لاحظ المشرفون
تحسناً في قدرة النزلاء على التنظيم العاطفي، وارتفاع مستوى الوعي الذاتي، وتعزيز
مهارات التفاعل الاجتماعي.
يرجى الاشتراك للحصول على وصول غير محدود إلى ابتكاراتنا.