تقع Lusail Smart City شمال العاصمة الدوحة، وتُعد واحدة من أبرز مشاريع المدن الذكية في المنطقة. لا تقتصر المدينة على كونها مشروعًا عمرانيًا جديدًا، بل تعبّر عن رؤية قطرية مستقبلية لكيفية بناء مدن أكثر كفاءة وتنظيمًا. وقد تم تطويرها بالكامل من البداية، وتطمح إلى استيعاب ما يصل إلى 450 ألف نسمة، ما يجعلها نموذجًا متقدّمًا للتخطيط العمراني في الخليج.
سهولة التنقل داخل المدينة
من أول ما يُلاحظ في Lusail هو سهولة التنقل. تمتلك المدينة نظام ترام آلي خاص بها إلى جانب حافلات كهربائية تتصل مباشرة بمترو الدوحة، بهدف تقليل الازدحام والانبعاثات وتوفير وسيلة نقل عام مريحة وسلسة. ويأتي هذا ضمن جهود قطر الأوسع في بناء مدن ذكية تُراعي الاستدامة وجودة الحياة.حلول تبريد صديقة للبيئة
نظرًا لطبيعة المناخ الحار في المنطقة، كان من الضروري توفير حلول تبريد فعالة. بدلاً من الاعتماد على أنظمة التكييف التقليدية، تعتمد Lusail على نظام تبريد مركزي يقوم بتبريد المياه في محطة مركزية ثم توزيعها على المباني. هذا النظام يستهلك طاقة أقل بنسبة تقارب 50%، ومن المتوقع أن يوفّر ما يُعادل 65 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على مدار عمره التشغيلي، مما يحقق توازنًا بين الراحة والاستدامة.خدمات ذكية وإدارة فعّالة للنفايات
حتى إدارة النفايات في Lusail تعتمد على تقنيات حديثة. تم تزويد المدينة بنظام نفايات مؤتمت يعمل من
خلال أنابيب سحب هوائي تحت الأرض، ما يُغني عن الحاجة إلى الشاحنات ويقلل من الفوضى والانبعاثات. كما تستخدم أنظمة استشعار متطورة وإنترنت الأشياء لمراقبة استهلاك المياه والغاز والكهرباء، مما يُساعد
في اكتشاف الأعطال مبكرًا وتحسين إدارة الموارد.
تنفيذ تدريجي وفق رؤية متكاملة
لم يكن تنفيذ مشروع بهذه الضخامة أمرًا سهلًا، فبناء مدينة ذكية يتطلّب تخطيطًا دقيقًا ودمجًا منظمًا للتقنيات المختلفة. وقد اختارت قطر نهجًا تدريجيًا، إذ تم تنفيذ الأنظمة الأساسية خطوة بخطوة، بدعم من استثمارات حكومية وشراكات مع شركات خاصة متخصصة في التكنولوجيا.
وكانت النتيجة مدينة متكاملة من حيث البنية التحتية والخدمات، تجمع بين الحداثة وإمكانية التوسّع، وتشكل نموذجًا يُمكن أن يُحتذى به في مشاريع المدن المستقبلية في المنطقة.