هل يمكن أن يصبح لوح من الصابون وسيلة جديدة لعلاج سرطان الجلد في المستقبل؟

في عمر الرابعة عشرة، طوّر طالب صابونًا علاجيًا يمكن أن يُستخدم كوسيلة بسيطة لإيصال علاج سرطان الجلد أثناء غسل اليدين.

مصدر الصورة:

Stories


هل يمكن أن يأتي التقدّم القادم في علاج السرطان من لوح صابون بدلاً من مختبر؟


بهذا السؤال بدأت رحلة هيمن بيكيلي، الفتى البالغ من العمر 14 عامًا، نحو ابتكار وسيلة غير تقليدية لعلاج سرطان الجلد. فقد استعاد مشاهد من طفولته في إثيوبيا، حيث كان يرى العمال يقضون ساعات طويلة تحت أشعة الشمس القوية دون أي حماية. هذه الصورة اليومية البسيطة ظلّت راسخة في ذهنه، ومع مرور الوقت تحوّلت إلى دافع لتصوّر شكل مختلف للعلاج، يعتمد على منتج مألوف في الحياة اليومية، لكن بوظيفة طبية موجهة.


يتكوّن هذا الصابون العلاجي من تركيبة تحتوي على مادة "إيميكويمود"، وهي دواء يُستخدم بشكل شائع في بعض علاجات سرطان الجلد. ولضمان فعالية هذا الدواء، لا يقتصر الابتكار على مكوّناته فقط، بل يشمل طريقة إيصالها أيضًا؛ إذ يعتمد الصابون على جسيمات دهنية نانوية تساعد في تثبيت المادة الفعّالة على الجلد حتى بعد الغسل. وبدلاً من أن يُزال تمامًا كما يحدث مع الصابون التقليدي، يُترك على سطح الجلد طبقة علاجية رقيقة تتيح للدواء التفاعل بشكل موضعي ومباشر مع المنطقة المستهدفة.


تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن ما بين 2 إلى 3 ملايين شخص يُشخّصون سنويًا بسرطان الجلد. ورغم أن سرطانات الجلد التي لا تنشأ من الخلايا الصبغية (المسؤولة عن إنتاج الميلانين) تُعدّ أقل عدوانية، وغالبًا ما تنمو ببطء وتُسجّل معدلات بقاء على قيد الحياة تتجاوز 98% ، فإن ذلك لا يعني أن العلاج في متناول الجميع. ففي كثير من أنحاء العالم، لا تكمن المشكلة في فعالية العلاج أو توفره، بل في العبء المالي الكبير الذي يرافق الحصول عليه، ما يجعل الرعاية الصحية بعيدة المنال عن فئات واسعة من المرضى.


لهذا السبب، يهدف هذا الصابون العلاجي إلى تقديم حل عملي يُراعي التحديات المرتبطة بتكاليف العلاج وصعوبة الوصول إليه. فهو لا يتطلّب تجهيزات طبية متخصصة أو بيئة سريرية معقدة، مما يجعله مناسبًا للاستخدام في الأماكن محدودة الموارد. وبما أن تكلفة العبوة الواحدة تُقدّر بحوالي  0.50 دولارا ، فهو يُمثّل خيارًا أكثر واقعية مقارنة بالعلاجات التقليدية. كما يمكن أن يكون له دور داعم في المراحل المبكرة من المرض، أو يُستخدم كمكمّل للعلاجات المتوفرة في المناطق التي تعاني من ضعف البنية التحتية الصحية.


في عام 2023، حصل هيمن بيكيلي على لقب "أصغر عالِم شاب في أمريكا" ضمن مسابقة 3M Young Scientist Challenge. ويعمل حاليًا على تطوير الابتكار في مرحلة ما قبل السريرية، بالتعاون مع مؤسسات بحثية وأساتذة متخصصين. ويطمح على المدى البعيد إلى طرح الصابون العلاجي في الأسواق بحلول عام 2028، من خلال نموذج غير ربحي يهدف إلى ضمان توفيره بشكل عادل في المجتمعات ذات الوصول المحدود إلى الرعاية الصحية.


Lock

لقد تجاوزت حدودك المجانية لمشاهدة المحتوى المميز لدينا

يرجى الاشتراك للحصول على وصول غير محدود إلى ابتكاراتنا.