هل يمكن الاستغناء عن الإبر في تقديم العلاج؟

لطالما اعتُبرت الإبر الوسيلة الأساسية لإيصال الأدوية تحت الجلد، رغم ما يرافقها من تحديات تشمل الألم، وإصابات الوخز، والنفايات الطبية، ومتطلبات التخزين. في هذا السياق، تعمل FlowBeams، وهي شركة تكنولوجية مقرّها هولندا، على تطوير نظام للحقن دون إبر، يعتمد على نفثات دقيقة عالية السرعة يتم توليدها باستخدام طاقة الليزر.

آلية العمل

يعتمد هذا النظام على نبضة ليزر قصيرة ومركّزة لتسخين كمية صغيرة من السائل، مما يؤدي إلى تكوين فقاعة صغيرة تدفع السائل عبر الجلد على شكل نفثة ضيقة وسريعة. تتم عملية الإيصال في جزء من الثانية، وتستهدف أعماقاً محددة من الأنسجة من دون الحاجة إلى اختراق الجلد بإبرة معدنية.

وقد تم تصميم النظام ليقدّم جرعات قابلة للتكرار بدقة، مع إمكانية التحكم في العمق والحجم، مما يجعله مناسباً لتطبيقات طبية متعددة.

مجالات الاستخدام المحتملة

تستهدف الشركة عدداً من السيناريوهات العملية التي يمكن أن تستفيد من هذا الابتكار، منها:

• التطعيم وإعطاء الأدوية في الحالات التي تتطلب وتيرة عالية وسرعة في التنفيذ

• إدارة الأمراض المزمنة، مثل مرضى السكري الذين يحتاجون إلى جرعات متكررة

• الإجراءات التجميلية، حيث يُعدّ تقليل الكدمات والتلف في الأنسجة أمراً مهماً

ورغم تنوّع هذه الاستخدامات، إلا أن فاعلية التقنية بحاجة إلى تأكيد سريري لضمان نتائجها في مختلف المجالات.

الاعتبارات التقنية والبيئية

يمتاز الجهاز بتصميم لا يتطلب أدوات استخدام لمرة واحدة، مما يساهم في تقليل النفايات البلاستيكية والمخلفات الحادة الناتجة عن الحقن التقليدية. كما قد يقلل من خطر العدوى والإصابات في البيئات التي تشهد ضغطاً عالياً أو في المناطق النائية.

مع ذلك، فإن دمج التقنية في أنظمة الرعاية الصحية الحالية سيتطلب تعديلات على الإجراءات المتّبعة وتدريب الكوادر، إضافة إلى الحصول على الموافقات التنظيمية اللازمة.

الوضع الحالي للتقنية

تلقّت FlowBeams تمويلاً من مجلس الابتكار الأوروبي، كما عُرضت التقنية في معرض CES 2025، مما يعكس اهتماماً متزايداً ببدائل الحقن غير الجراحية. وقد نشأت هذه التقنية من أبحاث أجريت في جامعة توينتي، وتعمل الشركة حالياً على تطوير النظام ليكون قابلاً للتطبيق العملي.