هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يدير مدينة بالكامل؟

في مدينة هانغتشو، لم يعد الحديث عن مستقبل إدارة المدن مجرد تصور نظري، بل أصبح واقعاً عملياً. مشروع City Brain، الذي تطوره شركة Alibaba Cloud، يجمع بين الذكاء الاصطناعي والبيانات المباشرة لمتابعة العمليات اليومية في مدينة سريعة النمو. ويُعد من أكثر النماذج تطوراً على مستوى العالم لما يمكن أن تكون عليه المدينة الذكية.

ما هو City Brain

أُطلق المشروع في عام 2016 كنظام لإدارة المدن يعتمد على الذكاء الاصطناعي ويربط بين مصادر بيانات متعددة تشمل الكاميرات المرورية، إشارات GPS، شبكات النقل العام، خدمات الطوارئ، وأجهزة استشعار بيئية. في البداية، تم تطويره لمعالجة الازدحام المروري، إلا أن نطاق عمله توسّع ليشمل السلامة العامة والخدمات البلدية والمراقبة البيئية.

آلية العمل

يقوم City Brain بجمع وتحليل كميات كبيرة من البيانات من عدة جهات في المدينة، من بينها:

• كاميرات المراقبة وأجهزة الاستشعار التي ترصد حركة المرور لحظة بلحظة.

• أنظمة النقل العام التي ترسل بيانات لتحديث الجداول وتحسين الخدمة.

• خدمات الطوارئ التي تتلقى تنبيهات تلقائية ومعلومات دقيقة عن الموقع لتسريع الاستجابة.

• أجهزة المراقبة البيئية التي تقيس جودة الهواء والمياه في مختلف مناطق المدينة.

تقوم خوارزميات الذكاء الاصطناعي بتحليل هذه البيانات واستخدامها لاتخاذ قرارات فورية. فعلى سبيل المثال، يمكن تعديل توقيت الإشارات المرورية بشكل آلي لتقليل الازدحام، أو إعادة توجيه سيارات الإسعاف لتجنب مناطق الاختناق.

المزايا والفوائد

• تحسين حركة المرور من خلال تحليل البيانات الفورية وتقليل الازدحام.

• تسريع الاستجابة لحالات الطوارئ بفضل الاكتشاف السريع وتوجيه الفرق ميدانياً.

• تقديم خدمات حكومية ذكية مثل الدعم القانوني وتسجيل العائلات من خلال واجهات تعتمد على الذكاء الاصطناعي.

• مراقبة بيئية فعّالة لرصد مؤشرات التلوث والإبلاغ المبكر عن المخاطر.

التأثير على مدينة هانغتشو

أدى تطبيق نظام City Brain إلى نتائج ملموسة تم قياسها ميدانياً:

• ارتفعت سرعة التنقل بنسبة 15٪ في المناطق ذات الكثافة المرورية العالية.

• انخفضت مدة استجابة سيارات الإسعاف بما يقارب 50٪، مما حسّن نتائج الرعاية الطارئة.

• تحسّن مستوى رضا السكان بفضل تقليل فترات الانتظار وتحسين مستوى الخدمات.

تؤكد هذه النتائج أن الذكاء الاصطناعي قادر على تعزيز جودة الحياة في المدن، من خلال بنية تحتية أكثر مرونة وكفاءة، واستجابات أسرع للاحتياجات اليومية.