هل يمكن للحكومة أن تكون رقمية حقاً دون فقدان اللمسة الإنسانية؟

الحوكمة المعاد تصورها للمجتمع الرقمي

في معظم الدول، تبدأ الرقمنة بالبنية التحتية. أما في سنغافورة، فتبدأ بالثقة. تعكس مبادرة Smart Nation 2.0 تحولًا جذريًا يعيد تعريف الحوكمة كخدمة قائمة على التعاطف والرؤية. الأمر لا يقتصر على تقديم منصات رقمية، بل يتعدى ذلك إلى إعادة التفكير في كيفية اتخاذ القرارات العامة في مجتمع مترابط.

في جوهرها، تجلب هذه الاستراتيجية التكنولوجيا إلى قلب السياسات بعقلية تركز على الإنسان أولًا. تتجاوز الحكومة مفهوم الأتمتة، لتدمج مبادئ التصميم الأخلاقي والتفكير المتمحور حول المواطن في جميع مراحل تقديم السياسات. التركيز هنا على مواءمة التقدم الرقمي مع مبادئ المساءلة، بما يضمن أن التحديث يعزز العقد الاجتماعي بدلاً من أن يستبدله.

حيث تلتقي الخدمات العامة مع الواقع اليومي

الخدمات الحكومية الرقمية في سنغافورة ليست مصممة لإبهارك، بل لتختفي في خلفية الحياة اليومية. الهدف هو إزالة العوائق، وليس إضافة مزيد من الخيارات. أدوات مثل MyInfo وLifeSG تقلل من الأعباء الإدارية عبر توقّع احتياجات المواطنين قبل أن يطلبوها.

وبدلاً من تشتيت المستخدمين بالميزات، تعتمد فلسفة التصميم على السلاسة والبساطة. المنصات موحدة، والعمليات مبسطة، وإمكانية الوصول تمثل أولوية عبر جميع الفئات العمرية ومستويات المهارة الرقمية. إنها شكل من أشكال الدعم غير المرئي، عملي ومحترم، ومصمم لتسهيل الحياة دون المطالبة بالانتباه.

الحوكمة التي تتعلم وتتكيف وتشمل