الخدمات الحكومية الذكية في إستونيا تعتمد على مساعد افتراضي يعمل بالذكاء الاصطناعي لربط المواطنين بأنظمة الدولة عبر منصة واحدة متكاملة.
مصدر الصورة:
E-estonia
تُعد إستونيا من أكثر الدول تقدمًا في مجال التحول الرقمي، وهي اليوم تخطو خطوة جديدة من خلال مشروع Bürokratt، الإطار القائم على الذكاء الاصطناعي الذي يهدف إلى جعل التفاعل مع الحكومة أكثر سلاسة وطبيعية.
يسعى هذا النظام إلى ربط روبوتات المحادثة والمساعدين الافتراضيين عبر المؤسسات العامة في شبكة واحدة متكاملة، لتقديم مساعد رقمي يعمل على مدار الساعة ويدعم لغات متعددة لخدمة المواطنين والمقيمين.
ولا تقتصر أهمية المشروع على تسريع الإجراءات الحكومية، بل تمتد لتجسد اتجاهًا عالميًا نحو حوكمة رقمية أكثر إنسانية وسهولة في الوصول.
يعمل Bürokratt كمنصة ذكية موحدة لروبوتات المحادثة الحكومية، وليس مجرد أداة منفصلة. يربط بين خدمات القطاع العام عبر طبقة من الذكاء الاصطناعي القادرة على فهم اللغة الطبيعية، واسترجاع البيانات بأمان، وتنفيذ المهام نيابة عن المستخدم.
فعند التفاعل مع Bürokratt عبر موقع حكومي أو تطبيق مراسلة أو جهاز ذكي، يقوم النظام بتحديد نوع الطلب، والوصول إلى قاعدة البيانات المعنية، ثم تقديم المعلومة أو تنفيذ الخدمة فورًا.
معالجة اللغة الطبيعية التي تمكّن النظام من فهم الأسئلة المكتوبة أو المنطوقة باللغتين الإستونية ولغات أخرى.
نظام تحقق آمن متكامل مع الهوية الرقمية الوطنية في إستونيا لضمان الخصوصية.
إطار عمل للتكامل بين قواعد البيانات يتيح تبادل المعلومات بين الجهات دون المساس بسرية البيانات.
خوارزميات تعلم ذاتي تعمل على تحسين دقة الإجابات من خلال تحليل التفاعلات السابقة.
يمثل Bürokratt أول منصة وطنية لخدمات المواطنين المعتمدة على الذكاء الاصطناعي بهذا النطاق الواسع. وعلى عكس أنظمة المحادثة التقليدية المنفصلة، يتيح هذا النموذج دمج الشبكات الحكومية ضمن نظام واحد متكامل.
يمكن للمواطن من خلاله، على سبيل المثال، تجديد رخصة القيادة أو الاطلاع على بيانات الضرائب أو التقدم بطلب للحصول على إعانات في محادثة واحدة متصلة دون الحاجة إلى التنقل بين مواقع متعددة.
ويتجاوز هذا التكامل فكرة تسهيل الخدمات، إذ يعيد تشكيل الطريقة التي تعمل بها الإدارات الحكومية، ويقلل من الأعباء الإدارية، ويوفر الوقت والجهد على كل من الموظفين والمواطنين.
تواجه الحكومات حول العالم ضغوطًا متزايدة لتقديم خدمات أسرع وأكثر شمولًا. ويقدّم Bürokratt نموذجًا واقعيًا لكيفية مساهمة الذكاء الاصطناعي في تلبية هذه التحديات مع الحفاظ على الأمان والشفافية.
كما يساهم النظام في تعزيز الوصول الرقمي للأشخاص ذوي الإعاقة، ويوفر دعمًا متعدد اللغات لغير الناطقين بالإستونية، إلى جانب تبسيط العمليات الإدارية المتكررة. وبذلك يعزز المشروع مفهوم المشاركة الرقمية العادلة والمتكافئة بين جميع فئات المجتمع.
وكأي مشروع حكومي يعتمد على الذكاء الاصطناعي، يطرح Bürokratt تساؤلات مهمة حول استخدام البيانات، والمساءلة، وحدود الأتمتة في اتخاذ القرارات الحكومية. ويؤكد المشروع على أهمية الشفافية في خوارزميات الذكاء الاصطناعي، والحفاظ على إشراف بشري دائم لضمان اتخاذ قرارات عادلة ومسؤولة.
ويعتمد النهج الإستوني على مبدأ الثقة، حيث يُنظر إلى التكنولوجيا كأداة تمكّن الإنسان وتدعمه، لا كبديل عنه، وهو ما يجعل هذا المشروع مثالًا متوازنًا بين الابتكار والمسؤولية.
يرجى الاشتراك للحصول على وصول غير محدود إلى ابتكاراتنا.