هل يمكن النوم بسرعة دون استخدام أدوية؟

شركة Elemind تطوّر جهازًا يرتدي على الرأس يعمل على تعديل موجات الدماغ في الوقت الفعلي، بهدف تسهيل النوم من دون تدخل دوائي.

مصدر الصورة:

Elemindtech

النوم غالبًا ما يُعامل كمسألة تتعلق بالروتين: إطفاء الأضواء، الابتعاد عن الشاشات، وربما اللجوء إلى دواء عند الحاجة.
لكن ماذا لو أمكن توجيه هذه العملية اعتمادًا على موجات الدماغ نفسها، وفي اللحظة التي تحدث فيها، من دون أدوية أو تدخلات خارجية؟

هذا هو الأساس الذي تنطلق منه شركة Elemind، وهي شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا العصبية مقرها كامبريدج. وبدلًا من الاعتماد على مركبات كيميائية، تستخدم هذه التقنية إشارات دقيقة تهدف إلى توجيه الدماغ تدريجيًا من حالة اليقظة إلى الراحة.

آلية العمل

يعتمد جهاز Elemind على عصابة رأس مزودة بحساسات EEG لقياس النشاط الكهربائي في الدماغ. وعند ملاحظة أن الدماغ يقاوم الدخول في النوم، يصدر الجهاز إشارات صوتية دقيقة التوقيت عبر التوصيل العظمي. وتعمل هذه الإشارات الهادئة على تعديل إيقاع الدماغ، بما يدعم الانتقال الطبيعي نحو النوم من دون الحاجة إلى استجابة واعية أو أي تدخل من المستخدم.

لا يعمل الجهاز كوسيلة تشتيت أو كأداة إرشادية للتأمل، بل يُعد تقنية تعديل عصبي فوري تتفاعل مباشرة مع نشاط الدماغ.

نتائج الدراسات الأولية

أظهرت التجارب السريرية الأولية أن 76٪ من المشاركين تمكنوا من النوم بسرعة أكبر عند استخدام الجهاز. وقد قلّ الوقت اللازم للنوم بنسبة وصلت إلى 48٪ في المتوسط، بينما بلغ التحسن لدى البعض 74٪. ورغم تفاوت النتائج، إلا أن البيانات أظهرت توجهًا واضحًا يشير إلى أن تعديل نشاط الدماغ يمكن أن يسهم في تسهيل النوم دون الحاجة إلى أدوية.

الخطوات القادمة

حصلت Elemind على تمويل أولي بقيمة 12 مليون دولار، وتسعى حاليًا إلى التوسّع في التجارب السريرية استعدادًا لإطلاق المنتج تجاريًا. ويضم الفريق العامل في الشركة باحثين من MIT وكلية الطب بجامعة هارفارد وجامعة إمبريال كوليدج في لندن، ويمتلك أفراده خبرات متنوعة في مجالات علم الأعصاب والذكاء الاصطناعي والأنظمة الحيوية الإلكترونية.

ويمتد طموح الشركة في المدى البعيد إلى ما هو أبعد من تحسين النوم، حيث تسعى لتطبيق التقنية نفسها في مجالات أخرى مثل السيطرة على الألم، وتعزيز التركيز، وتنظيم المزاج.

الموقع في السوق

تُعد Elemind جزءًا من موجة شركات التكنولوجيا العصبية التي تبحث عن بدائل غير دوائية للمشكلات العصبية والجسدية الشائعة. غير أن هذا الابتكار يختلف عن معظم الأجهزة القابلة للارتداء، فهو لا يكتفي بتتبّع السلوك، بل يتفاعل مع نشاط الدماغ لحظة بلحظة ويستجيب له.

ورغم أن التغيير يبدو بسيطًا، إلا أنه قد يعيد تشكيل الطريقة التي تُستخدم بها هذه الأجهزة في الحياة اليومية المتعلقة بالصحة.

Lock

لقد تجاوزت حدودك المجانية لمشاهدة المحتوى المميز لدينا

يرجى الاشتراك للحصول على وصول غير محدود إلى ابتكاراتنا.